2- ضفدعي كان رجلًا
*********************بذخ وعدم احساس بالفقراء .. طاولات الطعام امتدت لعدة امتار .. هل يدفع هؤلاء ضرائبهم ويؤدون زكاتهم .. ؟؟
لو فعلوا لما ظل هناك فقراء في مصر ..
تذكرت اشقائها الجوعى وكادت تبقي بقهر .. اليوم علي سبيل المثال رغيفين وبجنية واحد فول كانا هما كل طعاهما للافطار والغذاء .. قدمت لهم الطعام في الظهيرة لتسد جوع اليوم بأكمله وبعدما انتهوا لمت الفتات لتمسح به الصحن.. أي طعام ينزل جوفها مصلحه وليغير رائحة نفسها الذي اضناه الجوع .. ولدهشتها لم تشتهى الطعام حينما رأته ممتدًا علي مرمى البصر وكأن معدتها التصقت ببعضها ولم تعد تريد الطعام وشغلت نفسها بمراقبة الحضور .. الصدمة الحقيقية التى جعلتها علي وشك الانهيار والبكاء في العلن كانت في الفتاة صاحبة الحفل .. فتاة في العاشرة ذات وجة ملائكى لكنها مقعدة في كرسي متحرك .." ملاك " اسم علي مسمى ولكل من اسمه نصيب ..
الحمد لله علي نعمة الصحة والستر ..
الفتاة كانت بائسة وتحاول الاستمتاع,, لا عجب في أن اهلها تفننوا في ادخال السرور علي قلبها بحفل عيد مولدها كما تمنته وهى ظلمتها واستبقت الاحكام واعتقدتها مجرد مدللـة تطلب لبن العصفور فتجاب طلباتها ...
اقتربت منها لتحييها .. ركعت بلطف لتحية الفتاة من اسفل قائلة ..- أنا سدرة كيف حالك يا ملاك ؟؟
مدت الفتاة يدها بانبهار لتلمس قبعتها .. - مثل الأميرة التى تخيلتها تمامًا .. هيا قبلي الضفدع فلربما يتحول لأمير وسيم .. أنا اعشق هذه القصة حتى أننى اتخيل يومًا يقبلنى فيه أمير وسيم لانهض واستعيد قدرتى علي المشي ..
تلك الفتاة مسكينة فعلًا .. حزينة وسط كل هذا الترف ,, لم تعوضها الملايين عن لحظة واحدة من الركض أو الوقوف حتى كسائر الفتيات في عمرها ..
لم تكن تعلم أنها حساسة هكذا وتتأثر بمشاكل الغير .. اهتمى بنفسك وباشقائك سدرة تلك الفتاة يوجد العشرات يهتمون بها أما اشقائك فلا يوجد لهم سواكِ ..
حيت والدة الفتاة باحترام ثم واصلت طريقها للمسبح .. ولم تستطع منع نفسها من تأملها .. شابة صغيرة وجميلة لكنها حزينة هى ايضًا .. النقود لا تشتري السعادة اذًا ماذا تشتري ؟؟ مجرد عشاءً ؟؟!!
وباقترابها من الحافة لاحظت ورقات الاشجار الخضراء المتلاصقة المصنوعة من مادة تطفو فوق الماء والتى كانت تغطى سطح المسبح بأكمله تقريبًا كما اخبرها مسعود .. انخفضت الاضاءة كثيرًا ولم يتبقي سوى الضوء المنبعث من المسبح وبعض الكشافات القليلة في الخلفية ..
هانى يبدو لطيفًا فعلًا في ملابس الضفدع وقفز بشقاوة ليستقر في وضع القرفصاء علي احدى الورقات التى اهتزت قليلا مع وجود وزنه فوقها ..
ومع تصفيق ملاك اعلن مسعود بتفاخر عن عرض الأميرة والضفدع و انسابت موسيقي الف ليلة وليلة عبر مكبرات الصوت ..
هانى اللذيذ بدء في القفز علي الورقات باتزان وهو مازال في وضع القرفصاء وهى كتمت ضحكتها وهى تنادى عليه برقة ..
- تعالي أيها الضفدع اللطيف لنتحدث قليلا ..
استجاب فورًا لندائها قبل أن يقترب من الحافة ويقول ..
- اهلا صديقتى الأميرة في موعدك اليومى تمامًا ..
ثم قال بصوت هامس ..- هل تسمح لي الأميرة بتقبيلها ؟؟
ابتسمت بلطف وهمست هى الاخري ..- بالتأكيد صديقي الضفدع .. ألسنا اصدقاء؟
صدر لها وجنته لتقبله عليها وفجأة انطفئت كل الأضواء وعم المكان ظلام دامس .. بالتأكيد هانى يخلع الآن ثوب الضفدع .. شعرت بحركة غريبة بالقرب منها لكنها تجاهلت ما يحدث وقبلت وجنة هانى كما هو مقرر والتى تضخمت فجأة وشعرت بجسد اكبر بالتأكيد من جسد هانى يضمها إليه وقبل أن تستوعب ما يحدث عادت الاضاءة لتجد نفسها في احضان رجل وسامته قاتلة ويرتدى حلة سوداء شديدة الاناقة ويضمها إليه علي حافة المسبح ..
الصدمة شلتها وعلا تصفيق حاد من الحاضرين مع هتاف ملاك .. " الضفدع تحول لأمير الضفدع تحول لأمير "
الضفدع الصغير تحول لرجل حقيقي يضمها وهى ستتحول لجثة هامدة من الصدمة ..
***
استعادت توازنها حينما ابعدها الوسيم قليلا وهو يقول بسخرية .. - تماسكى يا أميرتى لن يكون لائقًا اغمائك أمام الجميع أم أنها عادة من عادتك .. الاغماء كلما شعرتِ بالرعب ..
يا الله .. صوته مألوفًا كيف ذلك ؟؟ من أين اتى هذا الغريب ولماذا يبدو لها مألوفًا هكذا ..؟؟
تنحنحت في حرج وابتعدت تبحث بعينيها عن مسعود الذى اختفي .. فعاد ليسألها بتهكم ..- تبحثين عن حارسك المخلص ..؟؟ أنه يتناول عشاءًا فاخرًا في المطبخ الآن واعتقد أنه لن يتذكرك قبل ساعات .. أما الأميرة شخصيًا فمكانها العشاء علي الطاولة الرئيسية .. تفضلي أميرتى ..
لا مانع أن تعيش ليلة واحدة في حياتها البائسة كأميرة ترتدى فستانها وتُدعى لمأدبة فاخرة يسيل لها اللعاب لكن نظرة واحدة منها للطعام ذكرتها بخمسة من الأشقاء لم يتحصلوا علي ما يسمى بوجبة لاسابيع ..
كيف ستأكل وهى تسمع اصوات معداتهم الفارغة تزمجر وتري وهنهم من سوء التغذية ؟؟
وعلى الرغم من أنها كانت مبهوتة كليًا بما حدث وحتى حينما قبلت الجلوس علي الطاولة الرئيسية كضيفة شرف إلا انها لم تلمس الطعام مما دفع بوالدة ملاك بعرض بعض الاصناف عليها لكنها اعتذرت بلطف ..
مقاومة هوى النفس امرًا يسيرًا حينما تراقب اطفال يموتون جوعًا
سيحرم عليها الطعام طالما هم لم يأكلوا بعد .. والمدهش أنها حتى لم تدقق النظر في الاصناف فما الفائدة التى ستجنيها غير اثارة معدتها الصامدة بالنظر لكل تلك الملذات اقصى امنياتها الآن أن تبقي معدتها علي صمتها ولا تفضحها باصدار الأصوات التى ستغطى علي الموسيقي وأن يسرع مسعود في الرحيل لتتمكن من شراء أي طعام قبل أن يذهب اشقائها للنوم ..
اصبحت تعد الدقائق والوقت لا يمر واخيرًا انتهت الوجبة التى استمعت لاسماء غريبة تصف المأكولات تتردد أمامها حتى أنها لا تستطيع ترتديها مجددًا ..
لماذا الحياة بهذه القسوة ؟؟ لم تنل نصيبًا وافرًا من الجمال ولا من التعليم وكل ما لديها حملا ثقيلا تجاهد لحمله وحيدة لكنها لن تبكى ولن تتذمر وستعيد كلمات والدتها الآن .. تحتاجها فعلا كى لا تحيد عن طريقها ..
ثم ليتجه الجمع المخملي إلي التحلية .. بوفية مفتوح بما لذ وطاب من حلويات لم تري مثيلها،، لو فقط معى حقيبة كبيرة لكنت دسست نصيبي فيها من ما لذ وطاب من المأكولات والحلويات وحملته معى لنتقاسم فيه لكنها عادت وطردت الفكرة ..
أنا لن اتسول ويكفي أنى اصبحت سارقة ولن اكون متسولة ابدًا ثم تلك الكارثة التى حدثت .. لم تعطى لنفسها وقتًا للتفكير فيها لقد احتضنها رجل غريب
كارثة ابشع من سرقتها للفستان ومن فكرتها في التسول لكن لما يبدو مألوفًا ؟؟ وكيف سمح مسعود له بفعل ما فعله بالتأكيد رتب الامر معه .. وهل كان يعلم نواياه ؟؟
أسئلة بلا اجوبة وستحاول التركيز لاحقًا لمعرفة أين سمعت صوته من قبل بعدما تطعم اشقائها وشقيقاتها ..
مما فهمته علي العشاء أن ذلك الضفدع البشري هو باسم الشايب خال ملاك ورجل الأعمال الشهير..
انزوت في طرف الحديقة تنتظر مسعود ولهفتها قاتلة للانصراف .. بالطبع لا تملك حرية التجول وإلا لكانت بحثت عنه وانتزعته من علي الطعام انتزاعًا
انهمكت في افكارها الخاصة حتى أنها لم تلاحظ اقتراب باسم الشايب منها
وحينما انتبهت شهقت برعب .." بسم الله الرحمن الرحيم "
ضحكة لعوب احتلت شفتيه قبل أن يمحوها بسرعة ويضع قناعًا حديديًا علي وجهه وهو يسألها مباشرة ..- ما اسمك؟؟
خفضت عينيها ارضًا لتهمس بخفوت - سدرة ..
ردد بدهشة ..- سدرة ..؟؟
اسم غريب لفتاة اغرب لكن يا سدرة اخبرينى لماذا لم تتناولي طعام العشاء
لا تعليق لم تنبس ببنت شفة ماذا ستقول وحينما الح اجابت بكبرياء .. - لست جائعة ..
- حسنًا سدرة اخبرينى مجددًا هل تعلمين عقوبة السرقة .. ؟؟
نظرت إليه بذهول .. قاريء افكار هذا أم ماذا ..؟؟ كيف علم أنها كانت تفكر في اخفاء بعض الطعام في حقيبتها.. ؟؟
ردت بارتباك ..- أنا لم اسرق منك شيئًا ..
- بلي فعلتِ .. وماذا عن فستانك يا أميرة .. من أين لكِ هذا ؟؟
مادت الارض تحت قدميها واصبحت علي وشك التقيؤ .. بالتأكيد تلك اعراض مرضية وليست فقط من الصدمة ..
كيف علم عن سرقتها للفستان ولماذا ينسبه لممتلكاته الخاصة ؟؟ وبالتأكيد سيبلغ عنها .. أنه القصاص بكل تأكيد,, وعقوبتها ستكون قطع يدها لكن مسعود هو من التقطه بيده هو وهى وافقته فقط وجارته في خطته لتطعم جوعى قاربوا علي الموت بسبب الجوع والعطش .. اليد قصيرة والعين بصيرة وحملها ثقيل والاغراء كان عظيمًا والتضحية تستحق .." لكن علي الأقل دعنى اطعهم اليوم قبل أن تقوم بسجنى " فكرت مع نفسها .. هل ضحت بنفسها لتتركهم للجوع في النهاية ..
اسودت كل ايامها القادمة وهى تتنبأ بمصيرها القادم .. لمن ستترك اليتامى ..؟؟
ساعدنى يارب ولن اسرق مطلقًا .. توبة خالصة لا رجوع فيها لكن امنحنى فرصة اخيرة ..
وكأن محدثها كان يعلم ما تشعر به وبحالتها الواضحة التى توحى بأنها علي وشك فقدان الوعى ليقول بسخرية ..- لا تفقدى وعيك الآن اميرتى لأنكِ لو فعلتيها ستفيقين لتجدى نفسك في السجن ..
فرصتها الأخيرة للخلاص .. نفت بصوت فشل في اقناعها هى شخصيًا ..- أنا لم اسرق الفستان ..
ردد بتهكم قاتل .. - حقًا ؟؟ اذ ًا من هم اصحابه الحقيقين ..؟؟ ربما تخبرينى عن مكانهم لأستأجره منهم .. اعجبنى بشدة هذا الفستان الرائع واريده ..
قالت بارتباك ..- لا اعلم .. مسعود هو المسؤل تحث معه ..
قبض علي معصمها بشراسة ليقول فجأة .. - لمعلوماتك اميرتى اللصة.. أنا كنت هناك .. أنا الشبح يا حلوة ورأيتك عندما سرقتى فستانى ..
رددت بذهول .. - هناك .. الشبح ..!! فستانك ..!!!
- نعم المخزن القديم ذاك الذى اقتحمتيه مع رئيسك الافاق يعود لعائلتى من ايام عهد الملكية .. الاميرات كن جداتى ومع مغادرتهم للأراضى المصرية للعيش في الخارج مع الثورة احتفظنا بثيابهن الباهظة فيه وحينما اصرت ملاك علي عرض الأميرة والضفدع تذكرت ذلك المستودع وذهبت لاختار فستان اعطيه لمسعود ومن حظك السيء وجدتكما تسرقان ممتلكاتى وفقط صمت لتمر حفلة ملاك علي خير فسعادتها تأتى في المرتبة الأولي .. لكنى لا اسامح في حقي وستدفعان الثمن ..
هل تتذلل وتطلب السماح ؟؟ لا كرامتها لا تسمح بذلك .. السجن ارحم من تذللها لكنها تعلم أن الذل الحقيقي سيكون في سجنها ,, في تشريد عائلتها وضياعهم .. بدونها سيتشرد الخمسة ولن تراهم مجددًا هذا اذا ما ظلوا علي قيد الحياة من الأساس ..
مسعود الغبي .. كيف لم يعلم أن المخزن لنفس العائلة التى سيعمل لها ..؟؟ بالتأكيد ملاك اصرت علي العرض لأنها تحمل الدم الملكى .. حفيدة الملوك بالتأكيد يعجبها عروض الملوك وعرض الضفدع بالخصوص ليهبها هى كقعيدة الأمل .. لكنها صدفة غير متوقعة علي الاطلاق ..
سمعته يكمل بغضب .. - رئيسك الغبي لا عقل لديه مطلقًا ولأنه يعمل كماكيير يعلم عن مخزنى فكل من يعمل في مجال السينما حاول معى لسنوات لأسمح لهم باستعمال ممتلكات جداتى لكنى كنت ارفض دائمًا فيأتى ذلك الحقير ويظن نفسه ذكيًا ويقوم بسرقتى ولأننى كنت هناك فلن تستطيعى الانكارونفي تورطك في السرقة .. أنتِ شريكة في السرقة ..
قاطعته بيأس .. - حسنًا اعترف,, لكن فقط اسمح لي بالذهاب لساعتين لأحاول ترتيب بعض الامور لاشقائى واطعاهم واقسم لك سأعود ..
كان ما يزال يقبض علي معصمها البارد من الخوف ليقول .. - وهل هناك عهود لسارقة ؟؟ من يصدق اللص في قسمه سوى العبيط ..
بدأت في البكاء بانهيار .. معه حق كيف سيصدق لصة .. سامحونى فعلت كل ما في وسعى لمساعدتكم ..
لكنها عادت ونظرت إليه في لهفة حينما قال ببرود ..
- لكن قد نعقد صفقة ..
هتفت بلهفة ...- أي صفقة ..؟؟
اجابها ببطىء وكأنه يلعب باعصابها .. - سأتغاضى عن سرقتك للفستان مقابل أن تقومى بخدمة خاصة لي .. كم عمرك ؟؟
ياللشيطان .. ماذا قد يريد منها سوى جسدها .. ..؟؟
صرخت بارتياع .. - لا هذا مستحيل .. أنا لست من ذلك النوع ..
صمت للحظات وكأنها يستوعب ما قالته ويعيد ترتيب افكاره .. ثم بعدها قال ..- عرضى خاص بالعمل فلا تجعلي افكارك الغبية تأخذك لبعيد ..
سألته برهبة ..- عمل ؟؟ من أي نوع ..؟؟
- اخبرينى عن عمرك اولا ..
خفضت عينيها وهى تقول ..- السابعة عشر ..
- اللعنة أنتِ صغيرة للغاية لكنك ممثلة جيدة ولصة بلا اخلاق لذلك اخترتك لتنفيذ خطتى .. والدى تزوج من سيدة مصرية لكن مقيمة في الخارج حيث كان يقيم وبطريقة ما خدعته قبل وفاته وجعلته يعطيها مفتاح الخزانة السرية التى بها كل مجوهرات العائلة المالكة في بنك من بنوك سويسرا ولتتركه تلك الحقيرة ينازع الموت وحيدًا وتستولي علي كل تلك المجوهرات وتترك له المنزل وحاليًا عادت الحقيرة للقاهرة وتبحث عن خادمة .. مهمتك ستكون شغل دور الخادمة وعليكِ استخدام كل مهاراتك لتعلمى أين تحتفظ حاليًا بالمجوهرات .. ستكونين عميلة سرية وتخبرينى كل تحركاتها وربما تستعدين لي بعض القطع التى بالتأكيد ستكون تتمتع بها تلك الافعى ..
هزت رأسها بالرفض والقهر يقتلها ..- ارجوك استمع إلي,, أنا لست لصة ولا اعلم كيف افعل ذلك ثم اننى ارفض أن اخون من وثق بي .. الخيانة ليست من طبعى ..
منعها من اكمال جملتها باشارة من يده ..- لن يفيدك التمثيل علي من يعرف من أنتِ جيدًا .. وفي النهاية الخيار لكِ السجن أو العمل لزوجة والدى العزيزة وابنتها الحرباء ..
هل فعلا تملك الخيار ؟؟ انها دائرة مفرغة دخلتها ولا مهرب منها .. وافقت من البداية لاجل حملها الغالي وستوافق حتى النهاية طالما ضمنت امنهم وسلامتهم وامتلاء معداتهم ولو ليوم ازيد ..
نكست رأسها لتقول باستسلام .. - اوافق
ابتسم بانتصار ليقول ..- خيرًا فعلتِ ولاريح ضميرك هذا إن كنتِ تملكين واحدًا أنتِ ستعملين لعائلة من الشياطين والشياطين حلال فيهم الخيانة .. أنتِ ستسدين خدمة للجتمع ربما تكفر عن سيئاتك ..
صوت مسعود الذى يقترب وهو يتحدث مع هانى جعله يختفي من أمامها فورًا وفور رؤيتها هتف مسعود بغضب .. - لماذا تختفين هنا بحثت عنكِ كثيرًا .. ؟؟ نعمتِ أنتِ يا محظوظة بمائدة الطعام الرئيسة ولم تشاركينا الطعام في المطبخ مع الخدم .. ماذا كانوا يقدمون علي العشاء ؟؟
كانت ما تزال ترتجف من اثار مقابلتها مع الشبح .. من لمسته من تهديده من عرضه ..- لا اعلم لم اتناول أي طعام ..
شهق بدهشة ..- لماذا يا غبية ..؟؟
اجابته بحدة ..
- لأن الصغار جوعى ولا استطيع أن اتناول طعامى واشبع وهم جائعون والتأكيد لن استطيع توفير نفس نوعية الطعام لهم .. سأتعشي مما سيأكلون
ردد باستنكار .. - غبية واضعتى فرصة عمرك .. لن تتناولي طعام يشبهه في حياتك مجددًا ..
- لا تشغل بالك بي واعطينى اجرتى .. وهيا لنرحل اريد شراء العشاء للصغار,, يكادوا يموتون جوعًا واتعشم أن يكونوا مستيقظين حينما نصل ..
- هاك الالف جنية خاصتك تمتعى بها جيدًا ..
الدموع عادت لعينيها وهى تحتضن النقود وتهتف ..- الحمد لله .. الحمد لله
فجأة ظهر باسم من خلف الشجيرات ليجفل مسعود ويهتف ..- سيدى ..
اشار للنقود في يد سدرة بامتعاض وهو يقول .. - أيها اللص الحقير .. اجرتك من الحفل تتخطى العشرين الف وتعطى المسكينة الفًا واحدة بل وتسرق فستان عائلتى لتحتفظ باكبر قدر من الأموال لنفسك ,, أي خسيس أنت بالتحديد؟؟!!
ياللهول كيف لم ينتبه .. باسم الشايب ومخزن عائلة الشايب التى تنتمى في اصولها البعيدة للاسرة المالكة ..
هربت الدماء من وجهه وهو يحاول الاعتذار برعب ..- استعرته فقط سيدى .. استعرته وكنت سأعيده اليوم ..
- اخرس .. فقط اخرس لا ارغب بسماع صوتك واختفي من أمامى فورًا ..
نظر لسدرة وفي نيته امرها بالمغادرة لكن نظرة نارية من باسم جمدته في مكانه وجعلته يبتر جملته ويحمل طفله الصغير ويرحل راكضًا في اتجاه باب الخروج تاركًا اياها لدهشتها ...
حاولت اللحاق به وهى تهتف ..- مسعود انتظرنى ..
لكنها سمعت صوت باسم يقول ..- انتظري حيث أنتِ أنا سأوصلك ..
**
يتبع
جميع الحقوق محفوظة للكاتبه : داليا الكومى
تابعونا على صفحة الفيس بوك : حكايات منسوجة
